إعادة التأهيل العصبي والتحفيز المعرفي
أدت الأبحاث الجديدة في مجالات مختلفة إلى فهم أفضل لكيفية عمل الدماغ؛ مثل إمكانية تعافيه أو تغيّره الذاتي (اللدونة العصبية).
ثبت أن الدماغ عضو ديناميكي قادر على الخضوع لتعديلات كبيرة بعد تعرضه لإصابات أو تغيّرات بيئية. لهذا السبب، يحظى توفير إعادة تأهيل فعّالة في حالات إصابات الدماغ المكتسبة بأهمية كبيرة حاليًا، بالإضافة إلى تقديم تحفيز مناسب لإبطاء التدهور المعرفي الذي يميز بعض الأمراض.
تشمل المجالات الرئيسية التي يمكن أن تستفيد من إعادة التأهيل العصبي والتحفيز المعرفي ما يلي:
إصابة الدماغ المكتسبة
إصابة الدماغ المكتسبة هي إصابةٌ لخلايا الدماغ تحدث بعد الولادة. ويمكن أن تنجم عن أسباب متنوعة، وبحسب مكان حدوث الضرر، قد تتأثر عملية أو أكثر. كذلك فإن دماغًا في طور النمو (الأطفال) لن يتأثر بالطريقة نفسها التي يتأثر بها دماغٌ مكتمل النمو (البالغون).
الأمراض التنكسية العصبية
تحدث الأمراض التنكسية العصبية نتيجة الموت التدريجي للعصبونات في مناطق مختلفة من الجهاز العصبي. إن الفقدان التدريجي للخلايا العصبية هو ما يؤدي إلى ظهور العلامات والأعراض العصبية والنفسية المميزة لكل من هذه الاضطرابات.
في هذه الحالات، يُعد التحفيز المعرفي التدخل المناسب. ورغم أن تطور هذه الأمراض لا يمكن إيقافه، إلا أنه يمكن إبطاء التدهور المعرفي والوظيفي.
اضطرابات النمو العصبي
لا يُعتبر دماغ الطفل نسخةً مصغرةً من دماغ البالغ، بل هو دماغٌ في حالة تطور مستمر، ينمو أحيانًا بشكل هائل، ويتعرض لتعديلات واتصالات لا حصر لها نتيجة التحفيز المتواصل من البيئة المحيطة به.
الإعاقة الذهنية
تتميز بوجود قيود كبيرة في الأداء العقلي وفي السلوك التكيفي، وتظهر خلال فترة النمو (وهي اضطراب نمو عصبي، لكن رأينا أنه من المناسب تخصيص فئة منفصلة لها).
الاضطرابات النفسية
يوجد نوعان رئيسيان يُلاحظ فيهما وجود ضعف معرفي:
الفُصام
الفصام هو اضطراب عقلي معقد يؤدي إلى تشوهات في التفكير والسلوك والإدراك بالواقع.
اضطراب ثنائي القطب
يتميز هذا الاضطراب بتقلبات في المزاج، تظهر في أحد الطرفين متمثلة في الهوس وفي الطرف الآخر الاكتئاب. وبحسب عدد النوبات وحدتها، يصنف الاضطراب إلى عدة أنواع.
الشيخوخة الطبيعية
تُعد الشيخوخة جزءًا لا يتجزأ وطبيعيًا من الحياة، غير أن الناس لا يمرون بهذه المرحلة بالطريقة نفسها. إن صحتنا وقدراتنا الوظيفية تؤثران على كيفية تقدمنا في العمر، وعلى كيفية عيشنا هذه المرحلة. ويتأثر كل منهما بالتركيبة الجينية والبيئية التي رافقتنا طيلة حياتنا: ما فعلناه، التجارب التي واجهناها، وكيف وأين عشنا، إلخ.